أسلوب مراجعة وتقويم البرامج ( بيرت )
نبذة تاريخية عن أسلوب مراجعة وتقويم البرامج:
تم تطوير أسلوبPERT)) في الخمسينيات(1958م) من قبل فريق عمل مكون من البحرية الأمريكية بالإضافة إلى مستشارين في شركة Booz , Allen and Hamilton) ) بقيادة (D.G. Malcolm ) بهدف تطوير نظام للصواريخ لمواجهة الاتحاد السوفيتي وتقليص الزمن الكلي لإنجاز المشروع. حيث تم تطوير مدخل شبكات الأعمال لتصميم أنظمة السيطرة الإدارية للغواصة ( Polaris) وتضمن هذا المشروع على (23) شبكة من شبكات (PERT) وعلى (3000 ) نشاط. ومن خلال تبني أسلوب (PERT) تم اختصار وقت تنفيذ المشروع من خمسة سنوات إلى ثلاث سنوات .
ويعتبر هذا الأسلوب أحد أساليب التحليل الشبكي والذي يشبه إلى حد ما أسلوب المسار الحرج من حيث رسم شبكة الأعمال، ولكنها تختلف عنه في طريقة المسار فهناك وقت واحد أي زمن واحد لإنهاء النشاط في حين أنه بالنسبة لطريقة ( بيرت) فإن وقت إنهاء النشاط أكثر من وقت وهي احتمالية. وهذه الأوقات الاحتمالية هي مابين الإنجاز المبكر والانتهاء المبكر والوقت الذي يوجد بينهما .
فوائد تطبيق أسلوب تقييم ومراجعة البرامج (PERT) :
تطبيق أسلوب (PERT) يفيد الإدارة على إيجاد الأجوبة على التساؤلات التالية:
1) زمن تنفيذ المشروع.
2) زمن البداية في تنفيذ المشروع وزمن انتهائه وزمن بداية ونهاية كل نشاط من أنشطة المشروع المختلفة.
3) تحديد الأنشطة التي يمكن أن تسبب حدوث تأخيرات في تنفيذ المشروع.
4) تحديد إمكانية تحويل الموارد الفائضة من الأنشطة غير الحرجة- التي يمكن التأخر فيها- إلى الأنشطة الحرجة – التي يجب أن تنتهي في موعدها المحدد- دون أن يؤثر تحويل تلك الموارد على وقت الانتهاء الكلي للمشروع.
5) بيان الأنشطة التي تستوجب تركيز مضاعف من قبل الإدارة .
مميزات شبكة الأعمال (بيرت) :
يتميز هذا الأسلوب من شبكات الأعمال بالميزات التالية :
1) أنها تعتبر قاعدة يتم الاعتماد عليها في عمليات التخطيط والتنبؤ في المشاريع .
2) تساعد الإدارة في التعامل مع الأخطاء المصاحبة لأي مشروع يتم تنفيذه .
3) تمثل أساساً مهماً من أسس عملية اتخاذ القرارات .
4) يمثل هذا الأسلوب وسيلة رقابة .
أهمية شبكة بيرت في التربية:
ترجع أهمية شبكات بيرت ليس لكونها تقنية علمية وعملية لاتخاذ القرارات الهامة لتخطيط وتنفيذ المشروعات فحسب، فهي لجانب ذلك أداة واسعة المهام حث تستخدم في مختلف المشاريع وأغراضها الكبيرة منها أو الصغيرة، المعقدة منها والبسيطة، بالإضافة إلى خاصية تكيفها مع مختلف الظروف الاجتماعية والاقتصادية وكذا إمكانية استخدام مختلف المستويات والأساليب الإحصائية والنماذج الرياضية والحسب الآلي.
وهذا الأسلوب بهذه الخواص أكثر ملائمة للتربية وأكثر حاجة للتخطيط التربوي، لذ انتشر أسلوب بيرت وتعددت صور استخداماته كأداة لتخطيط وإدارة المشروعات والأعمال لأسباب ومبررات أهمها:
1) أنه أسلوب تخطيطي رقابي متقدم يمكن استخدامه لتحقيق التناسق والتناغم بين مستويات وقطاعات التخطيط.
2) أنه يطبق على جميع مراحل الدورة التخطيطية، تلك الدورة المستمرة التي تبدأ بالخطة عبر التنفيذ والمتابعة والتقييم و الرقابة ثم الانتهاء بالخطة مرة ثانية.
3) إن جميع بياناته متاحة أو يمكن الحصول عليها أو إعدادها.
4) إنه يستطيع التحكم في عنصر الزمن.
5) أنه لا يحتاج إلى أكثر من الأساليب الرياضية المتقدمة.
6) أنه يتسم بالتكاملية والشمولية إلى جانب قدرته على تحليل نشاطات المشروع.
مما سبق يتبين أن أسلوب بيرت ليس تخطيطا ولا يحل محل التخطيط، ولكنه أسلوب من أساليب التخطيط له نطاق عملياته كغيره من الأساليب التي تشترك معه لتسهيل مهمة التخطيط وتحقيقه لأهدافه بكفاية وفعالية، لأنه أسلوب توجيه ومراجعة الخطوات اللازمة في ضوء علاقاتها المتبادلة لاختزال الجهد والزمن والتكاليف وذلك في ضوء الشبكة المرسومة التي تقدر الزمن اللازم لإنجاز كل عملية.
العيوب المحتملة لهذا الأسلوب في التخطيط:
1) يصعب استخدام هذا الأسلوب إذا كانت طبيعة الوقت الذي يحتاجه تنفيذ المشروع غير دقيقة ولا يستطيع المسئولون تحديدها سلفا بشكل معقول وخاصة إذ كان المشروع المطلب تنفيذه جديدا وليست لدى الإدارة خبرة سابقة فيه.
2) يعتبر هذا الأسلوب غير عملي خاصة في عمليات الإنتاج الكبيرة حيث تحدد العمليات هنا بشكل روتيني وبناء على تحليل دقيق ومسبق.
3) ولعل من أهم عيوب هذا الأسلوب هو الاهتمام الذي يعطيه للوقت فقط دون التكاليف