الكتابة طريق للثروة والشهرة في الغرب ومؤلفونا فقراء

[•||Medhat Karram||•]

نصف كتاب للمصري و48 للألماني في عام
مصطفي علي درويش
في الأمريكتين وأوروبا وآسيا يمكنك أن تكون مليونيراً وشهيراً بكل المكاسب التي تأتي مع الشهرة والمال إذا قمت بتأليف كتاب جيد.. كتاب واحد فقط ويمكنك أن تسرح بخيالك بعيداً.. بعيداً جداً.. إلي آخر وديان السعادة فيا تري كيف سيكون الحال إذا قمت بتأليف سلسلة من الكتب؟ مؤلفة هاري بوتر مثلاً تحولت من ربة منزل إلي امرأة أغني من ملكة بريطانيا وأكثر ظهوراً في الإعلام وهناك أمثلة أخري كثيرة في السياسة والأدب والعلوم.. إلخ لكن للأسف ليس هذا هو الواقع عندنا.. فبالمقارنة المؤلف العربي أفقر مؤلف علي وجه الأرض باستثناء المؤلفين في مناطق المجاعات والكوارث.. ولا يمكن أن يتحول المؤلف العربي إلي مليونير.. ولا قارئه أيضاً.
المؤلف المصري يذهب إلي الناشر الذي يطلب منه أن يدفع مقدماً ثمن عدد من النسخ تغطي عملية الطباعة وبعد توزيع الكتاب الذي تمت طباعته بالمجان يتبقي للناشر هامش ربح والذي ربما يشرك فيه المؤلف أو لا ليكتشف المؤلف في النهاية أنه هو الخاسر لتجنب بعض من هذه الخسارة يقوم أحياناً المؤلف بالعملية كلها.. فيطلب من الناشر أن يطبع له عدداً من النسخ يتولي أمر توزيعها بنفسه فإذا كان لابد من الخسارة فلماذا لا يقوم بالتوزيع الموجه الذي يستهدف الصحافة والقنوات الإعلامية وبعضاً من الجمهور لأن المؤلف أحياناً يقوم بتوزيع الكتب علي المكتبات الشهيرة وبالطبع هذه مسألة مؤلمة ومرهقة للبعض لأنه صاحب الموهبة يضطر إلي طرق أبواب الجميع بكثير من المهارات التي يصنف بعضها ضمن النفاق الاجتماعي.
بعد كل هذا العناء الذي يتكبده المؤلف كم يصل عدد النسخ المباعة من أي كتاب في مصر ما عدا كتاب الجمهورية الأكثر توزيعاً ما لا يزيد علي 3000 نسخة علي 80 مليون مواطن نصفهم في مرحلة الشباب؟ مما يطرح علامة الاستفهام عن عدد المتعلمين في مصر أو يكشف أن غالبية الشعب المصري كف عن القراءة لهذا انقلبت الآية في العلاقة بين المؤلف والناشر.
هذا النقد اللاذع سببه أن الأرقام لا تكذب ففي احصائية لليونسكو لا تقل عدد النسخ المطبوعة من أي كتاب في العواصم الأوروبية عن 50 مليون نسخة وخلال 12 شهراً يقرأ المواطن الألماني 48 كتاباً بينما في نفس الفترة يقرأ المواطن المصري نصف كتاب هذه الأرقام تكذب من يدعي ان التكنولوجيا الحديثة وراء تراجع الإقبال علي القراءة فوسائل الاتصال الحديثة موجودة في الغرب منذ زمن طويل ورغم ذلك تتجاوز مبيعات الكتاب الواحد عشرات الملايين بمرور الوقت أما الكتب الأكثر شهرة فهي الكتب الأكثر توزيعاً في أقل فترة زمنية وهي معلومة تغيب عن الكثيرين.
مشكلة عدم الإقبال علي القراءة في مصر سببها المجتمع كله المدرسة والأسرة والإعلام والأسعار والناشرون والمؤلفون إلخ فالمدرسة ومناهجها الحالية تجعل الآباء والأطفال يكرهون اليوم الذي يرون فيه البوابات التابعة لوزارة التربية والتعليم وفي ظل ارتفاع الأسعار ومن بينها أسعار الكتب والانشغال الدائم مع الأطفال طوال العام لا يتسني لا للطفل ولا لوالديه وقت للقراءة لكن علي الجانب الآخر من البحر الأحمر تخصص بعض المدارس أسبوعاً للكتاب قبل هذا الأسبوع يتم اختيار عدة كتب لمختلف المراحل ليقرأها الطلاب.. ثم يأتي المؤلفون لمناقشة ما كتبوه مع الطلبة فكرة جيدة تستدعي الاهتمام نشأت أولاً في الدول الغربية التي أرادت أن تحبب أطفالها في القراءة.
المعروض من كتب وألعاب الأطفال الثقافية والتعليمية قليل و9.99 بالمائة منه لا يحتوي إلا علي العنف والمزيد من العنف ومستوي المكتبات العامة لا يرقي لمثيلاتها في الغرب حيث عشرات الآلاف من أحدث الكتب في مكتبة واحدة حتي فضائح سرقة رسائل الدكتوراه ربما يكون سببها عدم الرغبة في إضاعة الوقت في القراءة.
الإعلام الذي يصل محتوي الترفيه فيه إلي 95% كمن يخاطب من يجلسون في ملهي ليلي وليس شعوباً تريد أن ترتقي وتعرف ما يجري في العالم مسئول أيضاً فالإعلام علي الجانب الآخر من الأطلنطي يلعب دوراً أيضاً مختلف صحيح أنه يقدم برامج علي غرار "ستار أكاديمي" بأشكال وأسماء مختلفة مثل "أحسن رقاص" و"نجم الشباب" وقد يريد أن يشتهر شاب أو فتاة بأنها أحسن رقاصة وأحسن معني لكن هذا الإعلام أيضاً يخصص مليون دولار ومنحة مجانية للدراسة في الجامعة من خلال مسابقة ثقافية يشترك فيها طلاب الولايات المتحدة بنظام التصفيات وتعرض علي الهواء وهناك العديد من المسابقات المستقلة والمفتوحة للجميع من بينها مسابقة لمن يقرأ أكبر عدد من الكتب في عام واحد وتتكون لجنة تناقشه فيما قرأ علي الهواء أيضاً والأكثر استيعاباً يحصل علي لقب يحترمه الغربيون وعلي جائزة مالية مغرية الصحافة أيضاً مقصرة باختفاء المساحات المخصصة لعرض الكتب والمزعج أن سبب وراء إلغاء هذه المساحات أن الناس لم تعد تقرأ!
المؤلفون والناشرون في الخارج مختلفون فهم يعرفون ما الذي يحتاجه الناس وكيفية تقديمه بشكل مفهوم لهم.. نحن نحتاج حالياً إلي نوعية من الكتب تسمي الدليل العملي.. والتي تتنوع موضوعاتها من الطهي إلي السياسة وتكنولوجيا المعلومات وهو كتب تقرأها فنتعلم من الألف إلي الياء الكيفية التي تتم بها الأشياء علي سبيل المثال أحد الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة حالياًً يتحدث عن العادات السبع المشتركة بين الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم علي رأس الأكثر تأثيراً في تاريخ البشرية في هذا الكتاب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فطريقة التأليف تساعد المتخصص وغير المتخصص علي الوصول إلي الفهم الأمثل لجوانب الموضوع ولأن معظم مؤلفاتنا أدبية وليست عملية نحن نطالب المؤلفين ببذل جهد أكبر في هذا الجانب ويمكن للمؤلف المصري من وحي الواقع أن يؤلف كتاباً يشرح فيه عملياً كيفية الرشوة والطريق إلي انجاز الأمور بالميسور!

الموضوع الأصلي: الكتابة طريق للثروة والشهرة في الغرب ومؤلفونا فقراء || الكاتب: Medhat Karram || المصدر: منتديات بانى ستار

https://forum.b7st.com/

كلمات البحث

افلام,افلام عربى,افلام اجنبى,افلام هندى,افلام هندية,افلام كرتون,افلام عربية,افلام مصرية,افلام جديدة,اغاني,العاب,اغاني mp3,اغاني عربية,اغاني شعبيه,اغاني اجنبية,اغاني طرب,اغاني تامر حسني,عمرو دياب , فيديو,فيديو كليب,فيديو كليبات,فيديو رقص,فيديو بنات,مقاطع فيديو,مقاطع فيديو بنات,مقاطع مضحكة,مقاطع بلوتوث,مقاطع اغاني,تعليم لغات,قاموس,قانون,شعر,سلمى حايك,هيفاء وهبى,نانسى عجرم,نور,مهند